الملح، والذي يُعرف كيميائيًا باسم كلوريد الصوديوم، عنصر معدني أساسي لوظائف الجسم المختلفة. بينما قد يؤدي الملح الزائد إلى آثار صحية سلبية، فإن نقص تناول الملح له أيضًا عواقبه. إن فهم ما يحدث عندما يفتقر جسمك إلى كمية كافية من الصوديوم يمكن أن يساعد على تسليط الضوء على أهمية الحفاظ على مستويات مثالية من الصوديوم.
ما هي أعراض نقص الأملاح في الجسم وعلاجها؟
إليك ملخصاً موجزاً عن أهم آثار نقص الملح في الجسم:
- انخفاض ضغط الدم، حيث يؤدي نقص الملح إلى انخفاض ضغط الدم، مما قد يسبب الدوار أو الإغماء عند الوقوف بسرعة.
- التعب والإجهاد، حيث يعتبر نقص الملح يمكن أن يسبب التعب والإرهاق وصعوبة في التركيز.
- تشنجات العضلات والشعور بالوخز، نقص الملح يمكن أن يؤدي إلى تشنجات بالعضلات والمفاصل والشعور بآلام ووخز.
- اضطرابات الجهاز الهضمي، قد يسبب نقص الملح فقدان الشهية، الغثيان، القيء، وألم بالمعدة.
- صداع ودوخة: نتيجة انخفاض ضغط الدم، قد يعاني الشخص من صداع ودوخة مستمرة.
لذا من المهم تناول كمية كافية ومتوازنة من الملح يومياً لتفادي هذه المشاكل الصحية.
وظائف الملح في الجسم
قبل البدء في معرفة الآثار المترتبة على نقص الملح في الجسم، من المفيد فهم الأدوار الرئيسية التي يلعبها الصوديوم في الجسم:
- التوازن المائي، حيث يجذب الصوديوم الماء ويحتفظ به في مجرى الدم والأنسجة. يساعد على الحفاظ على التوازن المائي في الجسم وحجم الدم مما يؤثر على ضغط الدم.
- يشارك الصوديوم في انقباضات العضلات ونقل الإشارات العصبية. يساعد على توليد الإشارات الكهربائية التي تسمح للعضلات بالانقباض والأعصاب بالعمل.
- يعتمد نقل المواد الغذائية والفضلات والمواد الأخرى بين الخلايا ومجرى الدم على أنظمة نقل السوائل التي يتحكم بها الصوديوم.
- يساعد الصوديوم على امتصاص المواد الغذائية مثل الجلوكوز والأحماض الأمينية في الأمعاء الدقيقة. كما يساعد على انتقال الطعام المهضوم خلال الجهاز الهضمي.
أسباب نقص الملح
هناك مجموعة متنوعة من العوامل التي قد تؤدي إلى عدم كفاية تناول الصوديوم أو فقدانه من الجسم. وتشمل الأسباب الشائعة ما يلي:
- انخفاض الصوديوم الغذائي مثل تناول نظام غذائي منخفض جدًا في الصوديوم أو الملح. وقد يحدث ذلك مع الأنظمة الغذائية المنخفضة في الصوديوم.
- التعرق المفرط حيث يؤدي التعرق الشديد والمستمر إلى فقدان الصوديوم. تزيد الأنشطة التي تسبب التعرق الكثيف مثل الرياضة والأعمال اليدوية والتعرض للحرارة من احتياجات الصوديوم.
- الإسهال والقيء، يؤدي الإسهال أو القيء المتكرر إلى فقدان الصوديوم والجفاف. يمكن أن تستنزف العدوى والأمراض التي تسبب هذه الأعراض من مستويات الصوديوم.
- مدرات البول، تتسبب الأدوية مثل مدرات البول التي تزيد من التبول في إخراج المزيد من الملح والعلاج الكيميائي ومضادات الاكتئاب ومسكنات الآلام وبعض المضادات الحيوية من فقدان الصوديوم.
- أمراض الكلى حيث تواجه الكلى التالفة صعوبة في الاحتفاظ بالصوديوم. تؤدي بعض اضطرابات الكلى إلى إفراز زائد للصوديوم.
- قصور الغدة الكظرية، عندما لا تنتج الغدد الكظرية ما يكفي من الهرمونات مثل الألدوستيرون، تفقد الكلى المزيد من الصوديوم.
أعراض وعلامات نقص الملح في الجسم
قد تكون أعراض نقص الصوديوم البسيط أو المعتدل غامضة أو غير محددة. ويمكن أن تسبب حالات أكثر شدة آثارًا مميزة:
- التعب والضعف، حيث قد تشير المستويات المنخفضة من الطاقة والتعب والقوة المنخفضة للمهام البدنية إلى عدم كفاية تناول الصوديوم.
- تشنجات وانقباضات العضلات، حيث يلعب الصوديوم دوراً أساسياً في انقباض العضلات. يؤدي نقص الصوديوم إلى تشنجات مؤلمة وانقباضات عضلية لا إرادية.
- يعطل نقص الصوديوم التوازن المائي والتحكم في ضغط الدم، مما قد يجعلك تشعر بالدوار والميل إلى الإغماء.
- يسبب فقدان الصوديوم الشديد الغثيان والقيء مما يزيد أكثر من نقص مستويات الصوديوم. وهذا يمكن أن يخلق دوامة شريرة.
- يمكن أن تتسبب اضطرابات الإلكتروليت الناجمة عن انخفاض الصوديوم في تغيرات في الحالة العقلية بما في ذلك الارتباك وفقدان التوازن والهذيان.
- تعتمد وظيفة الأعصاب على الصوديوم، لذلك يمكن أن تحدث شذوذات عصبية مثل فقدان الإحساس والوخز في الأطراف مع نقصه.
- في الحالات الشديدة، يسبب انخفاض الصوديوم الشديد تسرب السوائل إلى الرئتين، مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس وضيق النفس والفشل التنفسي.
- يمكن أن تؤدي مستويات الصوديوم المنخفضة للغاية، إلى التشنجات والغيبوبة وحتى الموت. تُعد هذه حالة طوارئ خطيرة.
أضرار نقص الملح في الجسم
يؤثر نقص الصوديوم سلبًا على مختلف أجهزة الجسم:
- الآثار القلبية: يعطل انخفاض الصوديوم التوازن المائي وحجم الدم، مما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم. وهذا قد يسبب الدوار والإغماء وانخفاض خطير في ضغط الدم، كما يضع ضغطًا على القلب.
- الكلى: تحافظ الكلى على الصوديوم من خلال الحد من التبول. ولكن يضر نقص الصوديوم الشديد بأنسجة الكلى مع مرور الوقت ويمكن أن يؤدي إلى إصابة حادة بالكلى.
- العضلات والأعصاب: بدون صوديوم كافٍ، تفقد العضلات القدرة على الانقباض بشكل صحيح مما يؤدي إلى ضعف وتشنجات. كما تتعطل إشارات الأعصاب، مسببةً فقدان الإحساس والألم والتشنجات.
- المعدة: يعيق نقص الصوديوم امتصاص المغذيات في الجهاز المعوي مما يؤدي إلى الغثيان والإسهال وسوء التغذية.
- الآثار على الغدد الصماء: يدفع نقص الصوديوم الغدد الكظرية لزيادة هرمون الألدوستيرون، وبالتالى تعمل الكلى على تقليل إخراج الصوديوم، والغدة النخامية لإطلاق هرمون مضاد لإدرار البول في محاولة للحفاظ على الصوديوم.
- الآثار المناعية: يُحتاج الصوديوم لدخول المواد الغذائية والعمل بشكل صحيح داخل خلايا المناعة. قد يثبط نقصه وظائف المناعة ويزيد من خطر الإصابة بالعدوى.
- الآثار النفسية: يغيّر النقص الحاد في الصوديوم التوازن المائي في الدماغ مما يسبب الارتباك والهذيان والتشنجات والغيبوبة وحتى الموت في الحالات القصوى.
الفئات المعرضة لخطر نقص الملح
بعض الأفراد أكثر عرضة لنقص الصوديوم ويجب عليهم توخي الحذر بشكل خاص بشأن تناول الصوديوم:
- كبار السن: تجد الكلى مع تقدم العمر صعوبة في الاحتفاظ بالصوديوم. كما أن كبار السن أكثر عرضة لفقدان الصوديوم من خلال العرق.
- رياضيو التحمل: يزيد التعرق الشديد أثناء التمارين المكثفة أو المطولة من احتياجات الصوديوم لدى الرياضيين.
- الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل: تنقص اضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية العصابي أو القيء العصابي الطعام بشدة أو تسبب إسراف التطهير مما يؤدي إلى نضوب الصوديوم.
- مرضى الكلى: تواجه الكلى التالفة صعوبة في الاحتفاظ بالصوديوم، لذا يحتاج من يعانون من أمراض الكلى أو يخضعون لغسيل الكلى إلى صوديوم إضافي.
تشخيص نقص الملح
- يمكن للأطباء استخدام الأعراض والعلامات إلى جانب الاختبارات التشخيصية لتحديد نقص الصوديوم:
- مستوى الصوديوم في الدم: يشير اختبار الدم الذي يظهر مستوى صوديوم أقل من 135 مليمول / لتر إلى انخفاض الصوديوم في الدم أو نقص صوديوم الدم.
- مستوى الصوديوم في البول: تساعد مستويات الصوديوم في عينة البول على تحديد كيفية التعامل الكلوي مع احتباس الصوديوم وإخراجه.
- مستوى نيتروجين اليوريا في الدم: يوفر اختبار نيتروجين اليوريا في الدم BUN معلومات حول وظائف الكلى التي قد تتأثر بنقص الصوديوم الشديد.
- علامات حيوية وضعية: يمكن أن يكشف قياس ضغط الدم ومعدل النبض والوضعية المستلقية والوقوف عن انخفاض غير طبيعي يشير إلى فقدان الصوديوم.
متى يكون نقص الصوديوم خطير؟
يعتبر نقص الصوديوم خطيراً في الحالات التالية:
- عندما يكون انخفاض مستوى الصوديوم في الدم أقل من 125 مليمول/لتر. في هذه الحالة يكون الشخص معرّضاً للإصابة بالدوار وفقدان الوعي.
- إذا كان الشخص يعاني من اضطرابات أخرى مزمنة كأمراض القلب والكلى والكبد والسكري وارتفاع ضغط الدم. فنقص الصوديوم يزيد من تفاقم هذه الحالات.
- عند حدوث أعراض مرضية حادة نتيجة نقص الصوديوم مثل التشنجات العضلية الشديدة أو فقدان الوعي أو الغيبوبة أو التقيؤ المستمر.
- عندما يصاحب نقص الصوديوم نقص حاد في السوائل بالجسم بسبب الجفاف أو الإسهال الشديد مما قد يؤدي إلى الوفاة.
لذا من الضروري تصحيح مستوى الصوديوم فوراً عند ظهور مثل هذه الأعراض الخطيرة تحت إشراف طبي.
هل نقص الصوديوم يسبب الوفاة؟
نعم، يمكن أن يؤدي نقص الصوديوم الحاد والمزمن إلى الوفاة في بعض الحالات. فعندما ينخفض مستوى الصوديوم في الدم بشكل خطير لفترة طويلة، فإن ذلك قد يؤدي إلى:
- فشل الجهاز الدوري حيث أن نقص الصوديوم الشديد يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم وضعف في وظائف القلب مما يسبب توقف القلب والسكتة القلبية المميتة.
- التورم الدماغي قد يحدث تورم خطير في الدماغ بسبب الاختلال الكيميائي والمائي الناتج عن نقص الصوديوم مما يهدد الحياة.
- التشنجات والغيبوبة تشنجات العضلات الشديدة وفقدان الوعي نتيجة نقص حاد في الصوديوم قد تؤدي للوفاة إذا لم يتم تصحيحها سريعاً.
لذا، من الضروري جداً مراقبة مستويات الصوديوم في الدم وتجنب حدوث نقص حاد له خاصةً لدى الفئات الأكثر عرضة ككبار السن ومرضى القلب والكلى. يجب تناول كميات كافية من الملح يومياً لتفادي المضاعفات الخطيرة المميتة لنقص الصوديوم.
علاج نقص الصوديوم بالطعام
يمكن علاج نقص الصوديوم بتناول العديد من الأطعمة الغنية بالصوديوم:
- الأجبان ومشتقات الألبان مثل الحليب واللبن والزبادي والجبن. تحتوي على كميات جيدة من الصوديوم.
- البيض خصوصاً صفار البيض غني بالصوديوم بنسبة تصل إلى 60 ملغ لكل 100 غرام.
- الأسماك والمأكولات البحرية حيث تزود الجسم بكميات وفيرة من الصوديوم حوالي 500 ملغ في كل 100 غرام.
- حساء الخضار: يجب إضافة الملح أثناء الطهي لزيادة نسبة الصوديوم بالشوربة.
- المكسرات والبذور خاصة اللوز والكاجو وبذور الشمندر تحتوي على نسبة 100-200 ملغ صوديوم لكل 100 غرام.
- كما يمكن استخدام ملح الطعام كمكمل غذائي لسد النقص، ولكن باعتدال وبناءً على توصية الطبيب.
خاتمة
الصوديوم معدن أساسي يلعب أدوارًا حيوية في التوازن المائي وضغط الدم ووظيفة العضلات والأعصاب. يؤدي تناول قدر غير كافٍ من الملح إلى حالة تُسمى نقص صوديوم الدم ولها آثار واسعة النطاق. حتى النقص البسيط يمكن أن يسبب التعب وتشنجات العضلات والدوار والغثيان، بينما قد تؤدي الحالات الشديدة إلى ضعف الأعضاء والتشنجات والغيبوبة والوفاة. من أكثر الفئات عرضة للخطر كبار السن ورياضيو التحمل ومرضى الكلى ومتناولو أدوية معينة أو من يعانون من أمراض تسبب فقدان السوائل. من الأهمية بمكان الوقاية من نقص الصوديوم وعلاجه بشكل فوري. حافظ على تناول كمية الملح الموصى به من خلال نظام غذائي متوازن دون حرمان أو إفراط في تناول الملح.
اقرأ المزيد: